منتديات متجر العلوم | Market 3oloum forums
التضامن المادي في نظر الإسلام Market10
......................
................................

مرحباً بكم زورانا الكرام الأفاضل الطيبين ...

-: في :-

||| منتديات متجر العلوم - Market 3oloum forums |||

... تشرفنا بزيارتكم للمنتدى ...

...(( كما يسعدنا ويسرنا إنظمامكم معنا ))...


نتمنى لكم وقت ممتع بالمنتدى , والإستفادة منه

إدارة المنتدى
................................
......................
.........
.
منتديات متجر العلوم | Market 3oloum forums
التضامن المادي في نظر الإسلام Market10
......................
................................

مرحباً بكم زورانا الكرام الأفاضل الطيبين ...

-: في :-

||| منتديات متجر العلوم - Market 3oloum forums |||

... تشرفنا بزيارتكم للمنتدى ...

...(( كما يسعدنا ويسرنا إنظمامكم معنا ))...


نتمنى لكم وقت ممتع بالمنتدى , والإستفادة منه

إدارة المنتدى
................................
......................
.........
.
منتديات متجر العلوم | Market 3oloum forums
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتديات متجر العلوم | عربي | English | إسلاميات | تعارف | أخبار | معلومات | فوائد | صحة | تسالي | رياضة | كمبيوتر | جوالات | تكنلوجيا | منوعات

 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
بسم الله ما شاء الله تبارك الله ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم اللهم صلي على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم
أنشط الأعضاء أفضل الأعضاء مواضيع رائعة مواضيع حصرية
A9ALI المتألق [ رواية ] حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ... [ كود ] حصري وضع صورة أعلى و ...
قريباً ... helped الله يلعن جدفك..هل تعلم ... كود حصري وجديد الإعلانات النصية ...
قريباً ... حلوة المبسم آيات من القرأن الكريم لكل ... [ كود ] حصري هنا تطوير التقييم ...



 

 التضامن المادي في نظر الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
A9ALI
..[ رتبتي بالمنتدى ]..
[ عُضُوْ مُطَوِّرْ ]

..[ رتبتي بالمنتدى ]..[ عُضُوْ مُطَوِّرْ ]
A9ALI


ذكر
• موطنيـﮯ .::|| YEMEN-DOAN ||::.
• نظام التشغيل Windows 7
• مســاهمــــــــاتيے • مســاهمــــــــاتيے : 826
• نقـــــــــــــــــــاطيے • نقـــــــــــــــــــاطيے : 6025
• سمعتــــــــــــــــــيے • سمعتــــــــــــــــــيے : 24
• عمــــــــــــــــــــريے • عمــــــــــــــــــــريے : 34
• تاريخ تسجيليے 14/10/2013


التضامن المادي في نظر الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: التضامن المادي في نظر الإسلام   التضامن المادي في نظر الإسلام Emptyالثلاثاء يونيو 03, 2014 4:45 am

|’’’   بِسْمٍ اللهِ الْرَحْمَنِ الْرَحِيْمَ   ,,,|
|’’’   اَلْحَمْدُ لِلِّهِ رَبِّ الْعَاْلَمِيْنَ  ,,,|
|’’’   وَ الْصَلاَةُ وَ الْسَلاَمُ عَلَىْ الْنَبِيَّ  الْأَمِيْنَ  ,,,|
|’’’   سَيِّدُنَاْ مُحَمَّدٍ وَ عَلَىْ آلِهِ وَ صَحْبِهِ أجْمَعِيْنَ   ,,,|

|’’’   أمَّاْ بَعْدُ :- ,,,|

|’’’   اَلْسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللهِ وَبَرَكَاْتَهُ ,,,|
|’’’   مَرْحَبَاً بِكُمْ فِيْ مُنْتَدَيَاْتِ مَتْجَرْ اَلْعُلُوْمِ ,,,|









(1)

    الإسلام حينما طلب تحصيل الأموال بالزراعة والصناعة والتجارة، نظَر إلى أن حاجة المجتمع المادية تتوقف عليها كلها، فإنه كما يحتاج إلى الزراعة في الحصول على المواد الغذائية التي تُنبتها الأرض، يحتاج إلى الصناعات المختلفة في شؤونه المتعددة؛ في ملابسه ومساكنه، في آلات الزراعة وتنظيم الطرق، في حفْر الأنهار ومَدِّ السكك الحديد، في حِفظ الكِيان والدولة، وما إلى ذلك مما لا سبيل إليه إلا بالصناعات.

   ويحتاج أيضًا إلى تبادُل الأعيان والمواد الغذائية والمصنوعات، مع الأقاليم التي ليست فيها زراعة ولا صناعة، ولا تَسعد أُمة لا تَسدُّ حاجتها بنفسها، وإذًا لا بد من الاحتفاظ بالزراعة والتجارة والصناعة.

   ومن هنا قرَّر علماء الإسلام أن كلَّ ما لا يُستغنى عنه في قِوام أمور الدنيا، فتعلُّمه ووجوده من فروض الكفاية، قالوا: ومن ذلك: أصول الصناعات - كالفلاحة والحياكة والخياطة - وما إليها مما هو ضروري، أو كالضروري في المعاملات ويُسر الحياة، ودفْع الحرَج عن الناس، ومعنى أنه من فروض الكفاية، أنه إذا لم يتحقَّق في الأُمة، أثِمَت الأمة كلها، وأن الإثم لا يرتفع عنها إلا إذا قامت كلُّ طائفة بنوعٍ من هذه الأنواع، وليس من ريبٍ في أن أساس هذه الفرضية: هو العمل على تحقيق المبدأ الإسلامي الذي يُوجبه الإسلام على أهله، وهو مبدأ استقلال الجماعة الإسلامية في تحقيق ما تحتاج إليه من الضروريات والحاجات فيما بينها، وبيد أبنائها، دون أن تَمُدَّ يدها إلى غيرها من الأُمم.

   وبذلك لا تجد الأُمم الأخرى - ذات الصناعات والتجارات - سبيلاً إلى التدخل في شؤونها، فتَظَل مُحتفظة بِكيانها وعزَّتها، ونُظمها وتقاليدها، وخيرات بلادها، وكثيرًا ما اتَّخذ هذا التدخل سبيلاً لاشتراك الدول الأجنبية في إدارة البلاد، وتنظيمها واستعمارها؛ استغلالاً لحاجتها في الصناعات والتجارات.

   ولا ريب أن هذه الطرق الثلاثة - الزراعة والتجارة والصناعة، وهي الطرق الطبيعية لتحصيل الأموال - عُمُد الاقتصاد القومي لكلِّ أُمة تريد أن تحيا حياة استقلاليَّة، رشيدة عزيزة، ومن الضروري - عملاً على تركيزها في البلاد - حتْمية العمل على تنسيقها تنسيقًا يُحقِّق للأمة هدفها الذي يُوجبه الإسلام عليها، والذي يجب أن تحصل عليه وتحتفظ به وتُنمِّيه؛ صونًا لكِيانها واستقلالها في سلطانها وإدارتها، وقد أرشدنا تاريخ الاستعمار أن أهم أسبابه وأول نافذة يَنبعث منها إلى الأمة تيارُّه الكَرِيهُ، وريحه الثقيل - هو نقْصُ الأجهزة التي تُحقِّق للأمة كفايتَها من هذه العُمُد الثلاثة.

    وإذا كان من قضايا العقل والدين أن ما لا يتم الواجب إلا به، فهو واجب، وكانت عزة الجماعة الإسلامية أوَّل ما يُوجبه الإسلام على أهله، وكانت متوقِّفة على هذه العُمُد الثلاثة؛ كانت هذه العُمُد الثلاثة واجبة، وكان تنسيقها على الوجه الذي يحقِّق خيرها واجبًا.

    ومن هنا كان على ولي الأمر في الجماعة الإسلامية، المُهيمن على مصالحها وتوجيهها - أن يعمل جُهده بما يحقِّق للأمة الانتفاع بها كلها، وأن يعمل على تنسيقها، بحيث لا يترك الأموال تتكدَّس في تركيز عنصر واحدٍ منها دون سواه، فلا عليه أن يُحوِّل بعضًا من الأراضي الزراعية إلى رؤوس أموال تجارية أو شركات صناعية، على حسب حاجة البلاد المبنية على تقدير مصالحها، ويتم بذلك تنسيقها على الوجه الذي يجعلها غنيَّة بنفسها عن غيرها، فلا يجد الأجنبي بابًا للتدخل في شؤونها إلا بقدْر ما يحتاج هو إليها من طُرق التبادل العام، الذي يقع بين الناس بعضهم مع بعض، وهذا نوع من التنظيم فيما ينفع البلاد ويَقيها شرَّ تدخُّل الأجنبي بما يُركِّز فيها قدَمه، ويكون سيِّدًا عليها، ومُستعمرًا لها.

    وليس هذا التنسيق من باب تقييد الحرية الملكية، وإنما هو توجيه تَستدعيه حاجة البلاد، ويُمكِّنها من حريَّتها الحقَّة الكاملة.

    وهو بهذه الاعتبارات واجبٌ على ولي الأمر، حتى إذا ما قصَّر فيه أو أهمله، كان آثِمًا، وكانت أُمته معه آثِمة، وإذا ما قام به ووفَّر به مصالح البلاد واستقلالها، وعاوَنته الأمة عليه - كان سائرًا بها في طريق الخير والسعادة، وكانت معه في مكانة الأمن والاطمئنان.

    ونظرًا إلى أن فائدة المال تعمُّ المجتمع كله، وتُقضى به حاجتُه على النحو الذي ذكرنا، أضافَه الله - تنويهًا بشأنه - تارة إلى نفسه، وجعَل المالكين له مُستخلَفين في حِفظه وتنمِيَته وإنفاقه بما رسَم لهم في ذلك؛ ﴿آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾ [الحديد: 7]، ﴿وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ﴾ [النور: 33].

    وأضافَه أخرى إلى الجماعة، وجعَله كله بتلك الإضافة مِلْكًا لها؛ ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ ﴾ [البقرة: 188]، ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [النساء: 5].

    وأرشد بذلك إلى أن الاعتداء عليها، أو التصرُّف السيئ فيها - هو اعتداء أو تصرُّف سيئ واقعٌ على الجميع.

    وذلك نتيجة ضرورية لما قرَّره الإسلام من أنه أداة لمصلحة المجتمع كله، به تحيا الأرض وبه توجد الصناعة، وبه تكون التجارة، ثم به يساهم أصحابه في سدِّ حاجة المحتاجين وتأسيس المشروعات العامة النافعة، إن لم يكن بعاطفة التعاون والتراحُم، فبحُكم الفرض الذي أوجبه الله في أموال الأغنياء للفقراء وفي سبيل الله، وبحُكم الضرائب التي يضعها وَلِيُّ الأمر حسب تقدير ما تحتاجه البلاد من مشروعات الإصلاح والتقدُّم والصيانة.

    وقد عُنِيَ القرآن عناية كاملة بالحث على البذل للفقراء والمساكين، وفي سبيل الله، وكلمة[سبيل الله]من الكلمات الفذَّة التي جاء بها القرآن، وهي بذاتها تملأ القلب رَوعة وجلالاً، وتملأ الكون خيرًا وصلاحًا، ولا يخرج عن معناها نوعٌ ما من أنواع البر خاصة، وعامة.

 
(2)

   وإذا كان المال مالَ الله، وكان الناس جميعًا عباد الله، وكانت الحياة التي يعملون فيها ويَعمُرونها بمال الله هي لله - كان من الضروري أن يكون المال - وإن رُبِط باسْم شخص معيَّن - لجميع عباد الله، يحافِظ عليه الجميع، وينتفع به الجميع، وقد أرشد إلى ذلك قولُه -تعالى-: ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا﴾ [البقرة: 29].

     ومن هنا أضاف القرآن الأموال إلى الجماعة، وجعلها قِوامًا لمعاشهم؛ ﴿وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ﴾ [البقرة: 188]، ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [النساء: 5].

    وتحقيقًا لانتفاع الجميع بها،وتطهيرًا للنفوس من بواعث الأثَرة فيها، حارَب الإسلام - في المالكين لها والقائمين عليها - خُلُق الشُّح الذي يمنع من البذل والإنفاق، كما حارَب السَّفه الذي يُودي بالمال في غير وجوه النفْع وإقامة المصالح؛ ففي الشُّح يقول الله - سبحانه -: ﴿وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ [التغابن: 16]، وفي البُخل - وهو وليد الشُّح - يقول: ﴿وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [آل عمران: 180]، ويقول: ﴿الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 37]، ويقول: {﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾ [التوبة: 34 - 35].

   ثم أرشد إلى أن الضنَّ بالأموال - من أداء الواجبات، وإقامة المصالح - إلقاءٌ بالنفس في التَّهلكة؛ ﴿وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾ [البقرة: 195]، ويقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- في التحذير من الشح: ((إيَّاكم والشُّحَّ؛ فإنما هلَك مَن كان قبلكم بالشُّح، أمرهم بالقطيعة، فقطَعوا، وأمرهم بالبخل، فبَخِلوا، وأمرهم بالفجور، ففجَروا))، ويقول: ((اتَّقوا الشُّح؛ فإن الشُّح أهلَك من كان قبلكم، حمَلهم على أن يَسفكوا دماءَهم، ويَستحلُّوا محارمَهم)).

    ولست بواجدٍ أقوى من هذا التعبير في تصوير الخطر الاجتماعي الذي يَنبعث من الشح، ولا ريب أنه من أكبر الآفات التي تفرِّق المجتمعات، وتقضي على حياة الأُمم وصلاح العمران.

    وكما وقَف القرآن - وبجانبه أقوال الرسول من الشح بالأموال - هذا الموقف، وقَف أيضًا الموقف عينه من التبذير فيها وإضاعتها فيما لا يعود بخيرٍ على الأمة؛ ﴿إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا﴾ [الإسراء: 27].

    وبعد أن أفْرَد القرآنُ كلاًّ من الضنِّ والتبذير بما يُصوِّر سوء عاقبته، جمَعهما في إطار واحد، وأرشد إلى الطريق السوي الذي يَسلكه أرباب الأموال في أموالهم، فيَحفظ عليهم حياتهم، ويُمكِّنهم من إقامتها على عُمُد قوية ثابتة؛ ﴿وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا﴾ [الإسراء: 29].

    وكما اتَّجه الإسلام بهذه الإرشادات إلى الأفراد - تحذيرًا لهم مِن آفتَي الشُّح والتبذير - يجعل من حقِّ وَلِي الأمر القائم على المصالح الجماعية - بالنسبة لمن لم يَخضع لهذه الإرشادات - أن يأخذ منهم بطريق القهْر والقوة ما وضَعه الله في أموالهم من حقوق الأفراد والجماعة.

    وقد وصَل الأمر في تطبيق هذا المبدأ أن قاتَل الخليفةُ الأول جماعة الذين تكتَّلوا في منْع الزكاة، حتى خضَعوا فيها لأمر الله، وبه استقام الأمر وتركَّزت عناصر الدولة.

    وكذلك جعَل من حقِّه أن يَحجُر على السُّفهاء المُبذرين، والولاية على أموال الصِّغار ومَن إليهم، ممن لا يهتدون إلى وجوه التصرُّفات النافعة؛ ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا وَارْزُقُوهُمْ فِيهَا وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفًا* وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 5 - 6].

    وقرَّر كذلك أن التَّرف مَنبعُ شرٍّ يَملأ القلوب حقدًا وضغينة، ويقضي على حياة الأمن والاستقرار، ويصل بأصحابه إلى جحود الحق وإنكار الشرائع، ويَغرس في نفوسهم الأثَرة وفتنة الطبقات، وما وقف في وجه الرسالات الإلهية سوى المُترفين الذين رأوا أن في تلك الرسالات ما يَنزل بهم إلى مستوى الفقراء والضُّعفاء، أو يَصعد بهؤلاء إلى مستواهم، نرى ذلك في أول الرسالات، ونراه في آخرها.

    فها هم أُولاء المترفون في زمن نوح، يَعيبون عليه أن كان أتباعه - كما يقولون - من الأراذل؛ ﴿وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا﴾ [هود: 27].

    وها هم أولاء المترفون في زمن محمد، يقفون من بلال وإخوانه هذا الموقف نفسه، ويكون جواب نوح هو جواب محمد - عليهما السلام - فنوح يقول: ﴿وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ* وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [هود: 29 - 30]، ومحمد يُرشده ربُّه إلى نفس الجواب: ﴿وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ ﴾ [الأنعام: 52].

   وفي شأن المترفين ووقْفتهم في وجه الحق يقول - سبحانه -: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ* وَقَالُوا نَحْنُ أَكْثَرُ أَمْوَالاً وَأَوْلَادًا وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ* قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ* وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آمِنُونَ* وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ* قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ [سبأ: 34 - 39].

   وفي سوء العاقبة التي تنزل بالمُترفين في الدنيا يقول: ﴿وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ* فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَرْكُضُونَ* لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ* قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ* فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ ﴾ [الأنبياء: 11 - 15].

    وفي سوء المصير الذي أُعِد لهم في الآخرة يقول: ﴿وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ* فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ* وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ* لَا بَارِدٍ وَلَا كَرِيمٍ* إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ ﴾ [الواقعة: 41 - 45].

    بهذا وغيره - وهو كثير في القرآن - حارَب الإسلامُ في النفوس خِلالَ الشُّحِ والإسراف والتَّرف، وعمِل على تطهير الجماعة منها، وأعدَّ النفوس للبذل والعطاء في القيام بحقِّ الله وحقِّ الناس، وكان له في ذلك من أساليب الترغيب في البذل والترهيب من الضنِّ، ما يملأ قلب المؤمن بمبدأ التضحية، وأنها سبيل الله في الحياة الطيبة التي تَكفل للفرد والجماعة سعادةَ الدنيا والآخرة.








|||[ ’’’  أَتَمَنَّىْ أنْ يَنَاْلَ اَلْمَوْضُوْعُ إعْجَاْبَكُمُ ,,, ]|||
|||[ ’’’  كَمَاْ لَاْ تَبْخَلُوْا عَلَيَّ مِنْ اَلْدُعَاَءْ ,,, ]|||
|||[ ’’’  ... وَ اْلَسَلَاْمُ مِسْكُ اَلْخِتَاْمِ ... ,,, ]|||
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
التضامن المادي في نظر الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» ساهم في نشر الإسلام
»  إتقان العمل في الإسلام
»  نظرية الإنفاق وضوابطها في الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات متجر العلوم | Market 3oloum forums :: • منتديات متجر العلوم العامة - Market 3oloum Public Forums • :: • قسم الإقتصاد و الأعمال - Economics And Work •-
انتقل الى: