المتألق ..[ رتبتي بالمنتدى ]..[ مشرف منتديات ]
ツ | دوعن | ツ Windows Xp • مســاهمــــــــاتيے : 216 • نقـــــــــــــــــــاطيے : 4637 • سمعتــــــــــــــــــيے : 8 • عمــــــــــــــــــــريے : 30 29/10/2013
| موضوع: حَياة نبِيُنَا المصطفى مُحَمَّدْ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم [ صُلحُ الحُدَيْبِيَة ] السبت يناير 11, 2014 1:27 pm | |
| @| بسم الله الرحمن الرحيم |@@| الحمد لله رب العالمين |@@| والصلاة والسلام على النبي الأمي الهادي الأمين |@@| سيدنا محمداً وعلى آله وصحبه أجمعين |@ @| أما بعد : |@ @| السلام عليكم ورحمة الله وبركاته |@@| أصبحتوا و أمسيتوا بخير و بعافية |@
حَياة نبِيُنَا المصطفى مُحَمَّدْ صَلَّى اللهُ عَليهِ وَسلَّم [ صُلحُ الحُدَيْبِيَة ]
في آخر العام السادس من الهجرة أراد النبي ـ صلى الله وعليه وسلم ـ الخروج إلى "مكة" للحج ، وزيارة بيت الله الحرام، فخرج معه ألف وأربعمائة رجل، واستخلف على "المدينة" "عبد الله بن أم مكتوم"، وحينما بلغوا مكانًا يسمى "ذو الحليفة" أحرم هو ومن معه، وسار حتى وصل إلى غدير "ذات الأشطاط" فلقيه "بشر بن سفيان الكعبي"، فقال:
ـ يا رسول الله إن "قريشا" أحست بخروجك، فاستعدوا لقتالك وهم يصرون على أن لا تدخل "مكة" عليهم أبدا، وقد أعدوا جيشًا لقتالك يتقدمه "خالد بن الوليد" في خيلهم.
فقال النبي بحزن وتأثر:
ـ يا ويح "قريش"! لقد أكلتهم الحرب، ماذا عليهم لو خلوا بيني وبين سائر العرب؟!
ثم استشار أصحابه فقال: أشيروا علي أيها الناس. قال "أبو بكر الصديق":
ـ يا رسول الله، خرجت تريد الحج، لا تريد قتال أحد، ولا حرب أحد، فتوجه لما قدمت له، فمن صدنا عنه قاتلناه.
فقال النبي: امضوا على اسم الله.
ثم أمر من معه من المسلمين أن يسلكوا طريقا يخرجهم إلى "الحديبية"، فلما بلغ موضعًا يسمي "ثنية المرار" بركت ناقته، ورفضت المسير، فتعجب المسلمون لهذا الأمر، فأخبرهم النبي أنها مأمورة بذلك، وأن الله منعها عن دخول "مكة".
وكان المكان الذي نزل فيه المسلمون مكانا قفرا بالقرب من "الحديبية"، لا أثر فيه للحياة، وليس فيه إلا حفرة صغيرة لبئر قديمة فيها القليل من الماء، وكان المسلمون قد بلغ بهم العطش مبلغا كبيرا من طول السير في تلك الصحراء المجدبة تحت أشعة الشمس المحرقة، فأقبلوا على الماء يشربون منه حتى نفد، فذهبوا إلى النبي يشكون إليه العطش، وطلبوا منه أن يقيم بهم في مكان آخر يتوافر فيه العشب والماء.
فانتزع النبي سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه في تلك البئر، وجلس على حافة البئر ثم دعا بإناء فمضمض ودعا الله، ثم صبه فيها، ثم قال: دعوها ساعة. فإذا بالماء يتدفق منها حتى ارتوى المسلمون جميعًا.
وفي تلك الأثناء أقبل "بديل بن ورقاء الخزاعي" في نفر من قومه من بني "خزاعة" وكانوا حلفاء للنبي, فأخبره "بديل" بما سبق أن أخبره به "بشر بن سفيان"، وقال له:
ـ إني تركت "كعب بن لؤي" و"عامر بن لؤي" في حشد من "قريش" نزلوا عند "الحديبية", وقد خرجوا ومعهم زوجاتهم وأطفالهم، حتى لا يفر المقاتلون إذا بدأت الحرب بينهم وبين المسلمين , فازداد حزن النبي وتأثره لموقف "قريش" ، فهو لم يخرج للحرب، فلما رجع "بنو خزاعة" إلى "قريش" أخبروهم بأن النبي وأصحابه لم يخرجوا للحرب، وقالوا لهم:
ـ يا معشر "قريش"، إنكم تعجلون على "محمد" وإنه لم يأت لقتال، إنما جاء زائرا لهذا البيت, لكن زعماء قريش أخذهم الكبر، وقالوا في عناد وإصرار:
ـ حتى وإن جاء لذلك فلن يدخلها علينا عنوة، حتى لا تتحدث بذلك العرب.
لم تكن "قريش" تصدق أن النبي جاء في هذا الحشد الكبير وهو لا يريد حربهم، فأرادت أن تتأكد من الحقيقة، فبعثوا "مكرز بن حفص بن الأحنف"، فلما قابل النبي علم أنه إنما يريد زيارة بيت الله الحرام، فرجع إلى "قريش" وأخبرهم بذلك، فبعثوا إليه "الحليس بن علقمة الكناني"، فلما رآه رسول الله طلب من أصحابه أن يخرجوا ما أحضروه معهم من الهدي ليراها ويعلم صدق نيتهم، فلما رأى ذلك رجع إلى "قريش" فقال:
ـ يا معشر "قريش"، قد رأيت ما لا يحل صده، الهدي في قلائده قد أكل أوباره من طول الحبس عن محله.
فقالوا: اجلس لا علم لك بذلك.
وبعث النبي "عثمان بن عفان" إلى "قريش" ليخبرهم أنه لم يأت لحرب وإنما جاء زائرا للبيت الحرام، فخرج "عثمان" إلى "مكة"، فلقيه "أبان بن سعيد بن العاص" فنزل عن دابته وحمله عليها، وأجاره حتى يبلغ رسالة النبي، وانطلق حتى أتى "أبا سفيان" وعظماء "قريش" فبلغهم ما أرسله به النبي.
فقالوا لعثمان: إن شئت أن تطوف بالبيت فطف به.
فقال "عثمان": ما كنت لأفعل حتى يطوف به رسول الله.
وظل "عثمان" في "مكة" حتى تتشاور"قريش" فيما بينها وتحزم أمرها، فلما تأخر عن النبي والمسلمين سرت شائعة بأن "قريشا" قتلته، فدعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة على النصرة والقتال، فكانت "بيعة الرضوان" تحت الشجرة.
وبينما كان النبي والمسلمون يتأهبون للزحف إلى "مكة"، كانت "قريش" قد حزمت أمرها، وقررت التفاوض مع النبي، فبعثت إليه "سـهيل بن عمرو" لينوب عنهم في التفاوض معه.
فلما رآه رسول الله مقبلا، قال:
ـ قد أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل.
وأقبل "سهيل" على النبي فأخبره بنية "قريش" في الصلح، وأنهم لا يريدون أن يدخل النبي ومن معه "مكة" في هذا العام، حتى لا تضيع هيبتهم بين القبائل، ولا يقول الناس إن المسلمين دخلوا إليها رغمًا عن "قريش".
كان النبي يستمع إلى "سهيل" في وقار وهدوء، دون أن يبدو عليه أي أثر للغضب، لكن المسلمين الذين كانوا يسمعون شروط "قريش" لم يستطيعوا أن يخفوا ثورتهم وغضبهم من شروط "قريش" الظالمة، إلا أنهم التزموا الصمت إجلالاً ومهابة لرسول الله، وكان "عمر بن الخطاب" من أشدهم ثورة وضيقًا.
أخذ "سهيل" يقلب نظراته بين النبي وبين جموع المسلمين المحتشدين من حوله، ثم قال:
ـ اكتب بيننا وبينك كتابًا بما نتفق عليه.
فدعا النبي "علي بن أبي طالب" ليدون وثيقة الصلح مع "قريش"، ولم يستطع "عمر" الصبر أكثر من ذلك فوثب من مكانه، واقترب من النبي فقال:
ـ يا رسول الله! ألست نبي الله حقا؟
قال النبي: بلى.
ـ ألسنا على الحق وعدونا على الباطل؟
ـ قال النبي: بلى.
فقال "عمر" بدهشة" وهو يغالب غضبه: فلم نعط الدنية في ديننا؟
فرد النبي في ثقة وهدوء: إني رسول الله، ولست أعصيه، وهو ناصري.
والتفت النبي إلى "علي" وقال له: اكتب "بسم الله الرحمن الرحيم".
فقال "سهيل": لا أعرف هذا، ولكن اكتب باسمك اللهم!!
فقال النبي: اكتب باسمك اللهم! هذا ما صالح عليه "محمد" رسول الله و"سهيل بن عمرو".
فقال "سهيل بن عمرو":
ـ لو شهدت أنك رسول الله لم أقـاتلك، ولكن اكتب "محمد بن عبد الله" اسمك واسم أبيك!!
وراح النبي يملى "عليا" في ثقة وهدوء:
ـ هذا ما صالح عليه "محمد بن عبد الله" و"سهيل بن عمرو"، على وضع الحرب عشر سنين يأمن بهذا الناس ويكف بعضهم عن بعض.
وهنا أعلن "سهيل" أنه من أتى النبي بغير إذن رده عليهم، ومن جاء "قريشا" من عنده لم يردوه، فلما سمع المسلمون ذلك أبدى بعضهم اعتراضه على هذا الشرط. فقال النبي:
ـ نعم، من ذهب منا إليهم أبعده الله ، ومن جاءنا منهم ورددناه سيجعل الله له مخرجا.
والتفت "سهيل" إلى "علي" يتابع إملاء المعاهدة:
ـ وأنه من أحب أن يدخل في عقد "محمد" وعهده دخل فيه، ومن أحب أن يدخل في عقد "قريش" وعهدهم دخل فيه.
فتواثبت "خزاعة" فقالوا: نحن في عقد رسول الله وعهده، وتواثبت "بنو بكر" فقالوا: نحن في عقد "قريش" وعهدهم.
وهنا قال "سهيل" مخاطبًا النبي: وأنك ترجع عنا عامك هذا فلا تدخل علينا "مكة"، فإذا كان العام القادم خرجنا عنك فدخلتها بأصحابك فأقمت بها ثلاثا، ولا تأخذ معك إلا سلاح الراكب، السيوف في أغمادها، لا تدخلها بغير هذا.
فلما انتهى أشهد على الصلح رجالا من المسلمين، ورجالا من المشركين، ووقع على هذه الاتفاقية من المسلمين: "أبو بكر الصديق"، و"عمر بن الخطاب"، و"عثمان بن عفان"، و"على بن أبي طالب"، و"عبد الرحمن بن عوف"، و"سعد بن أبي وقاص"، و"أبو عبيدة بن الجراح"، و"محمد بن مسلمة الأنصاري"، واثنان من المشركين، هما: "حويطب بن عبد العزى"، و"مكرز بن حفص بن الأخيف".
ولما عاد النبي ومن معه من المسلمين إلى "المدينة"، جاءه رجل من "قريش" أسلم وفر إلى "المدينة"، فأرسلت "قريش" رجلين في طلبه، فسلمه النبي إليهما لكن الرجل استطاع الفرار، فخرج حتى أتى شاطئ البحر، فأقام هناك، وما لبث أن لحق به "أبو جندب بن سهيل" فارًا، فكان كلما خرج رجل قد أسلم من قريش لحق بهم، حتى اجتمعت منهم عصابة، فما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى "الشام" إلا اعترضوها, فأرسلت "قريش" إلى النبي تناشده ألا يرسل إليهم من أتاه منهم بعد اليوم.
لم يكد يمضي غير عامين على عهد "قريش" مع النبي، حتى نقضت قريش ذلك العهد حينما ساعدت حلفاءها من "بني بكر" في عدوانهم على "خزاعة" حلفاء النبي، فلما علم النبي بما فعلته "قريش" غضب غضبا شديدا، وقرر الخروج إلى "مكة" لردع "قريش" وكفهم عن عدوانهم، وغدرهم بعهدهم معه، فأمر المسلمين بالاستعداد للحرب.
وتوقعت "قريش" استعداد المسلمين للخروج إليهم، فشعرت بخطورة ما أقدمت عليه، فأرسلت "أبا سفيان بن حرب" ليقابل النبي، ويجدد معه العهد.
وحينما عرض على النبي ما جاء من أجله، لم يرد عليه النبي، فذهب إلى "أبي بكر" وكلمه ليشفع له عند رسول الله فرفض، فأتى "عمر بن الخطاب" فانتهره "عمر"، فذهب إلى "علي بن أبي طالب"، لكنه أبي هو أيضًا، فعاد "أبو سفيان" إلى "مكة"، وقد باءت مهمته بالفشل.
استخلف النبي "أبا رهم كلثوم بن حصين الغفاري" على "المدينة"، وخرج في العاشر من رمضان في السنة الثامنة للهجرة متوجها إلى "مكة".
واقترب المسلمون من "مكة"، حتى صاروا على مشارفها، وأقبل الليل ينشر ستره وسكونه على الصحراء المترامية الأطراف، ويخفي بعباءته السوداء جحافل جيوش المسلمين الذين عسكروا بالقرب من "مكة"، ينتظرون أوامر النبي بالزحف عليها.
كان القلق والترقب يسودان "مكة" فبات أهلها تلك الليلة في خوف وحذر، فلما أصبح الناس انطلق "أبو سفيان" إلى النبي، فلما رأى جيوش المسلمين، ، أخذته الرهبة، فلما عرض عليه النبي الدخول في الإسلام لم يدم تردده طويلا، وعاد "أبو سفيان" إلى "مكة" ليعلن لقريش بأعلى صوته:
ـ يا معشر "قريش" .. هذا "محمد" قد جاءكم فيما لا قبل لكم به، فمن دخل دار "أبي سفيان" فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن.
فتفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد.
وسار النبي نحو "مكة" وعليه عمامة سوداء قد أرخى طرفها بين كتفيه، وكان لواء النبي أبيض ورايته سوداء.
وشق ركب النبي شوارع "مكة" وسط جموع المسلمين، فسار حتى جاء "البيت الحرام"، فطاف به وحطم ما كان حوله من الأصنام، ثم أمر "بلالاً" أن يؤذن من فوق "الكعبة"، إشعارًا بتمكين الله لدينه، ثم صلى ركعتين في "الكعبة" .
واجتمعت "قريش" حول النبي، وقد استولى عليهم اليأس والخوف، وهم الذين طالما ناصبوا المسلمين العداء، وأذاقوهم صنوف العذاب والهوان، فبادرهم النبي بقوله:
ـ يا معشر "قريش" .. ما ترون أني فاعل بكم؟!!..
فسرى الأمل في نفوسهم، وقالوا جميعًا:
ـ خيرًا .. أخ كريم، وابن أخ كريم.
فقال لهم النبي بسماحة وتواضع:
ـ اذهبوا فأنتم الطلقاء. بتلك الكلمات التي تفيض بالرحمة والحب توج النبي انتصاره العسكري الكبير بهذا النصر الأخلاقي العظيم.
وتحقق وعد الله لعباده المؤمنين، ودخل الناس في دين الله أفواجًا .
@| أتمنى أن ينال الموضوع إعجابكم |@ @| والسلام مسك الختام |@ @| سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا انت أستغفرك وأتوب أليك |@ | |
|